الرئيسية
من طرف الرمز المفقود الأربعاء سبتمبر 15, 2010 6:13 am[center]كانت جدتي ...
عجوز تمنت أن تكون صبية ***وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر
فراحت الى العطار تبغي شبابها***وهل يصلح العطار ما افسد الدهر
وكان لها دولاب قديم في غرفتها المظلمة تهتم به كثيرا وهي تحرص كل الحرص على ألا يقترب أحدا منا صوب ذلك دولابها...فهي لاتفتحه أمامنا أبدا وأيضا لاتفتحه أيام العطل عندما نكون نحن متواجدين في البيت ...ظل مافي داخل الدولاب أملاً معلق في نفسي وأحس بشيء من الفضول يدفعني لمعرفة مافي داخل ذلك الدولاب ...أظن أن مابه شي ثمين ونادر إما كنز من ذهب ودرر وإما نقود تحتفظ بها للأيام السوداء كما كانت تقول دائما...وذات يوم عقدت العزم وتغيبت من المدرسة وكلي لهفة وتحرق لمعرفة محتويات ذلك الدولاب الأصفر ...فدخلت قبل جدتي الى الغرفة بعدما تأكدت من خروجها لقضاء بعض حوائجها فاتخذت لنفسي مكانا من حيث أراها ولا تراني ماهي إلا لحظات فدخلت جدتي الغرفة المظلمة وبيدها مصباح زيتي لتنير به ظلمة غرفتها اقتربت من الدولاب هزت بابه بيدها لتتأكد من انه مغلق بإحكام ولم يفتح بعدها استلت من عنقها قلادة فيها عدة مفاتيح اختارت واحد منها أولجته في باب الدولاب فتحت الدولاب وأخذت تتفحص محتوياته كما يتفحص البخيل دنانيره ...ماذا تظنون إني قد رأيت في ذلك الدولاب فانا لم أرى ذهبا ولا كنزا ولا حريرا ...بل رأيت العجب العجاب أزار قديمة وابر وخيوط مختلفة الأشكال والأحجام ومساحيق وأعشاب وعطور بالية وأباريق قديمة ومسامير وقطع قماش بالية وحناء وأصباغ وقناني دواء قد نفد مفعولها ومقص مكسور وحلي من النحاس والكثير الكثير من هذه الشاكلة فأحست بوجودي فصاحت مصعوقة اخرج ياشيطان اخرج يالعين...اقتربت منها وسألتها مباشرة ماذا تفعلين في كل هذه الأشياء ياجدتي فقالت: قد احتاجها في يوم ما,,,فقلت لها ما أذكاك ياجدتي فعمرك قارب على الانتهاء وأنت لحد الآن لم تحتاجين لأي شيء منها فلو استبدلتي بمكان هذه الأشياء رغيف خبز تأكلينه إذا جعت أو إبريق ماء صالح تتوضئين به أو تشربين منه إذا مسك العطش لكان أفضل بكثير من هذه الكراكيب ...هل تعرفون لماذا أقص عليكم خبر دولاب جدتي لأنني لا أريد أن تكون عقولكم كدولابها بل أريد منكم أن تضعون في عقولكم وقلوبكم أشياء تحتاجونها في الدنيا لتصلون بها الى الآخرة...وان تبتعدوا عن الاشياء التي لاتسمن ولاتغني من جوع .......
عجوز تمنت أن تكون صبية ***وقد نحل الجنبان واحدودب الظهر
فراحت الى العطار تبغي شبابها***وهل يصلح العطار ما افسد الدهر
وكان لها دولاب قديم في غرفتها المظلمة تهتم به كثيرا وهي تحرص كل الحرص على ألا يقترب أحدا منا صوب ذلك دولابها...فهي لاتفتحه أمامنا أبدا وأيضا لاتفتحه أيام العطل عندما نكون نحن متواجدين في البيت ...ظل مافي داخل الدولاب أملاً معلق في نفسي وأحس بشيء من الفضول يدفعني لمعرفة مافي داخل ذلك الدولاب ...أظن أن مابه شي ثمين ونادر إما كنز من ذهب ودرر وإما نقود تحتفظ بها للأيام السوداء كما كانت تقول دائما...وذات يوم عقدت العزم وتغيبت من المدرسة وكلي لهفة وتحرق لمعرفة محتويات ذلك الدولاب الأصفر ...فدخلت قبل جدتي الى الغرفة بعدما تأكدت من خروجها لقضاء بعض حوائجها فاتخذت لنفسي مكانا من حيث أراها ولا تراني ماهي إلا لحظات فدخلت جدتي الغرفة المظلمة وبيدها مصباح زيتي لتنير به ظلمة غرفتها اقتربت من الدولاب هزت بابه بيدها لتتأكد من انه مغلق بإحكام ولم يفتح بعدها استلت من عنقها قلادة فيها عدة مفاتيح اختارت واحد منها أولجته في باب الدولاب فتحت الدولاب وأخذت تتفحص محتوياته كما يتفحص البخيل دنانيره ...ماذا تظنون إني قد رأيت في ذلك الدولاب فانا لم أرى ذهبا ولا كنزا ولا حريرا ...بل رأيت العجب العجاب أزار قديمة وابر وخيوط مختلفة الأشكال والأحجام ومساحيق وأعشاب وعطور بالية وأباريق قديمة ومسامير وقطع قماش بالية وحناء وأصباغ وقناني دواء قد نفد مفعولها ومقص مكسور وحلي من النحاس والكثير الكثير من هذه الشاكلة فأحست بوجودي فصاحت مصعوقة اخرج ياشيطان اخرج يالعين...اقتربت منها وسألتها مباشرة ماذا تفعلين في كل هذه الأشياء ياجدتي فقالت: قد احتاجها في يوم ما,,,فقلت لها ما أذكاك ياجدتي فعمرك قارب على الانتهاء وأنت لحد الآن لم تحتاجين لأي شيء منها فلو استبدلتي بمكان هذه الأشياء رغيف خبز تأكلينه إذا جعت أو إبريق ماء صالح تتوضئين به أو تشربين منه إذا مسك العطش لكان أفضل بكثير من هذه الكراكيب ...هل تعرفون لماذا أقص عليكم خبر دولاب جدتي لأنني لا أريد أن تكون عقولكم كدولابها بل أريد منكم أن تضعون في عقولكم وقلوبكم أشياء تحتاجونها في الدنيا لتصلون بها الى الآخرة...وان تبتعدوا عن الاشياء التي لاتسمن ولاتغني من جوع .......
